الإنسان محور التعاليم الإسلامية
أ. د/ محمد شامة
تزعزعت الثوابت الفكرية في المجتمع ،
فاهتز "رتم" حياة الإنسان ، و تهاوى أسلوب حياته إلى الحضيض بتأثير ما
انتشر بين الأفراد والجماعات من تطرف حاد وانحراف في الفكر في كلا الاتجاهين : الديني
والمدني فلجأ الأول إلى الغلو في التكفير، والثاني إلى الغلو في البعد عن المبادئ
الأخلاقية التي ظلت قروناً عدة مرتكزة على أوامر وعقائد دينية ، ومحمية بالعادات
والتقاليد الراسخة في ثنايا العقل الجمعي عبر عشرات، بل مئات السنين ، وأدى
التطاحن بين الاتجاهين إلى الإحباط واليأس، وتمحور في مذاهب شتى، سواء في الجانب
الديني أو العلماني، فانحرف السلوك إلى تطاحن وتراشق بالألفاظ في جميع وسائل
الإعلام المرئية، وكذلك المكتوبة في صحف ومجلات-وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي-
وتطور الأمر إلى نشرات سوداء تطفح بالويل والثبور للمخالفين لاتجاه الناشر أو
الكاتب ، أو المتحدث. كذلك انتشرت الحوادث من جراء هذا الوضع المزرى بين الاتجاهات
الفكرية المتناحرة؛ فمن قتل، إلى خطف، إلى سرقة ونصب ونهب للأموال الخاصة والعامة،
إلى تهديد بكل أنواع الردع، حتى كفر الإنسان بكل ما يقال في أي وسيلة من وسائل
النشر فتصرف يكل غرائزه البهيمية غير عابئ بدين أو أخلاق، ولا راعياً لعادات
وتقاليد، فانحدر سلوكه إلى القاع حتى
وصل الاعتداء والاغتصاب حدًّا لا يتصوره عقل؛ فمن كان يتصور أن يصل الاغتصاب إلى
ذوي الأرحام!!!!
ما سبب كل هذا، ابتداءً من عنف الألفاظ
بين الاتجاهات الفكرية حتى وصل إلى اغتصاب الأقارب وذوي الأرحام ؟؟؟؟ وما هي
الدوافع التي أوصلتنا إلى هذا المنحدر؟؟؟؟؟
خاض كثير من المتخصصين وأصحاب الرأي في
سرد أسباب هذه الظاهرة ، فطفقوا يسردون الأحداث التي عمت المجتمع فملئوا بها صفحات
الصحف الورقية ، وتصدروا بأخبارها ساحات برامج الشاشات الفضائية بكل أنواعها :
أخباراً وتحقيقات ، وحوارات، ولم يقتصر المتحدثون في هذا الموضوع على ذوي الخبرة
والمتخصصين ، بل دخل فيه أيضاً المُدَّعون، وأصحاب الصوت العالي ممن يطلق عليهم:
خبراء استراجيون في المشاكل الإنسانية، أو ناشطون سياسيون - وما أكثر الذين يُعَرِّفون أنفسهم بهذا
اللقب- ، أو مهتمون بدراسة الظواهر الاجتماعية ، وغير ذلك من الألقاب التي ينتحلها
أولئك الذين يلهثون وراء كل ما من شأنه أن
يسبغ عليهم نوعاً من الشهرة ، فتراهم زاعقين في كل نادٍ، لإثبات حضورهم حتى ولوكان
الموضوع بعيداً عن فكرهم ، فلا يعرفون ألفه من يائه.
طُرِح العديد من أسباب ظهور الانحراف
السلوكي الحاد في المجتمع؛ فمنهم من أرجعه إلى التدهور الحاد الذي أصاب التعليم في
كل مراحله، فالتلميذ لم يعد يعتبر المدرس نموذجه في الأخلاق: سلوكاً وعملاً؛ لأنه
لا يقوم بتأدية واجبه كما يجب في توصيل ما يحتاجه التلميذ من معلومات مفيدة، كما
أنه في سلوكه ليس طيباً بحيث يصلح أن يبنى شخصية سليمة إذا ما قلده التلميذ
باعتباره نموذجاً له. كما أن وضع المدرسة من ناحية الجانب المادي من حيث المباني
ونظافتها العامة وهيئتها لا تؤدي الجانب المرجو في تعويد التلميذ على النظافة،
وكذلك ليس فيها من الأنشطة الرياضية والثقافية ما يفيد التلميذ جسماً وروحاً،
وثقافة وتعويداً على كل ما يفيده في حياته المادية والثقافية.
ومنهم من بَيَّنَ أن سبب هذا الانحراف
في المجتمع ينحصر في تربية الأطفال وتنشئتهم في بيئة أسرية ليس لديها ما تعطيه
للطفل من صور حضارية، بل تغرس فيه كل ما من شأنه أن يدمر الأخلاق بسلوك الوالدين
السيئ وعدم قدرتهما على تلقين أولادهما ما يفيدهم في جوانب الحياة المختلفة، فهما
يعيشان فى شجار دائم أو مشغولان بأمور أخرى، فليس لديهما من الوقت ما يعطيانه لتربية
أطفالهما تربية سليمة.
ومنهم من يلقي باللائمة على وسائل
الإعلام المختلفة، فهي تقدم من البرامج ما يغرى الشباب، ويدفع إلى تقليد النماذج
السيئة والصور التي لا تفيد في تكوين الشخصية السليمة، فمضمون ما تقدمه ينحصر في
التشويق بصرف النظر عن أي شيء آخر، حتى ولو كانت نتيجته مدمرة لكل ما هو طيب في
المجتمع، فهدف أصحابها الربح بأوسع معانيه، فلا يوجد في برامجها ما يغرس صفة طيبة
في وجدان المشاهد، فإن وجد – وهذا قليل أو يكاد يكون نادراً-فمآله طغيان المواد
السلبية عليه.
وهناك فريق يصرح بأن السبب الرئيسي في
انتشار هذا المرض في المجتمع هو قصور الخطاب الديني في تأدية ما يحصن المسلم ضد كل
الآفات الاجتماعية التي تصيب المجتمعات الإنسانية، فيجب على الدعاة بيان أن الإسلام
دين الإنسانية والحضارة في تعاليمه وتشريعاته، سواء كان ذلك في مجال العبادات، أو
المعاملات، أو كان متعلقاً بالعقيدة والأخلاق، ذلك أن هدفه هو إصلاح الفرد
والجماعة. ولما كان المجتمع عبارة عن مجموعة من الأفراد، فإن صلاحه يتوقف على مدى
إصلاح أفراده، فالفرد كلبنة فى البناء الاجتماعي، إذا صلحت استوى البناء واستقام،
وإذا فسدت تشقق وانهار، ولهذا ركزت تعاليم الإسلام على تكوين الفرد تكويناً سليماً
من الناحيتين: الظاهرية والباطنية، أو بتعبير آخر: إصلاحه مظهراً ومخبراً.
ففي جانب
إصلاح المخبر جث الإسلام الإنسان على إصلاح النفس وتطهيرها من دنس الشرك، والحقد،
والكراهية، والبغضاء؛ فشرع له من العقائد والعبادات ما يحفظ: الدين، والنفس،
والعقل، والنسل، والمال. وكان في تشريعاته حريصاً على أن تناسب الفطرة، وتساير
العقول، وتسير مع التطور، كما أنها جاءت على وضع يجعلها صالحة لكل زمان ومكان،
ويستطيع كل عقل أن يتبين ذلك من الآيات التي وردت في القرآن الكريم، مثل قوله
تعالى: ﱡﭐ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﱠ [الأعراف:
٣٢ – ٣٣]
وقوله تعالى: ﭐﱡ ﭐ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﱠ [الأعراف: ١٥٦ – ١٥٧]
فغاية التشريع الإسلامي، تزكية النفس وتطهيرها، ودعم
الروابط الإنسانية، وإقامتها على أساس من: الحب، والرحمة، والإخاء، والمساواة،
والعدل، لتصفى روح الإنسان، وتُطَهَّر نفسه من أدران السوء. كما حث الإسلام الإنسان
على تطهير النفس، أمر أيضاً بطهارة البدن، والثوب، والمكان من كل ما يدنسها من
نجاسة وقذارة، فشرع الطهارة الحسية ليبدو الإنسان نظيفاً في بدنه، طاهراً في
ثيابه، بعيداً عن كل ما يدنس البدن أو الثوب في مكان يحل به، سواء كان بيتاً، أو
مكتباً، أو شارعاً، أو وسائل يستعملها، أو يستخدمها في أي مجال من مجالات الحياة.
كذلك يجب على
الدعاة أن يركزوا في دروسهم وخطبهم على بيان القيم الإسلامية التي تساعد الإنسان
على تكوين الشخصية السليمة، وتحمي سلوكهم من الانحراف والشذوذ، وترشدهم إلى مساعدة
الضعفاء والمحتاجين، حتى يتلاءم أفراد المجتمع، ومن أبرز الضعفاء: اليتيم والمرأة،
فقد حث الإسلام في آيات عدة على العطف على اليتيم، وحذر من معاملته بجفوة وغلظة،
فهو محتاج إلى العطف، لأنه فقد مصدره وهو أبوه. كما وصى بالمرأة خيراً، لأنها عضو
ضعيف في المجتمع، لا يقوى على مقاومة ضعاف النفوس. ووصى أيضاً بالشيخ الكبير،
وبالمظلوم، وذوي العاهة، وبكل من تضعه الظروف في موضع لا يقوى فيه على مواجهة قسوة
الحياة واستغلال الطغاة، وجبروت المستكبرين في الأرض. فهو ينهى عن كل استغلال بسبب
الضعف أينما وجد. ويحث على مد يد المساعدة لمن يتعرض له، مهما كانت الظروف
والملابسات، لأن الهلاك هو مصير المجتمع الذي لا يجد الضعيف فيه يداً تمتد إليه
بالمساعدة، ولا يحس المسكين فيه بيد حنون تربو على كتفه، وتساعده في محنته، يقول
تعالى: ﱡﭐ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯﱰ ﱱ ﱲ ﱳﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱠ [ البقرة: ١٧٧]
يقوم الدعاة والمتخصصون في الدراسات الإسلامية بهذا كله،
قولاً وعملاً؛ غير أن هناك مؤسسات وأفراداً يقفون بسلوكهم وأنشطتهم ضد تجاوب
المسلمين مع التيار الديني، وهو ما يحول دون تأثر كثير من شباب المسلمين، - وبعض
من تجاوز مرحلة الشباب أيضاً- بل يعملون بقصد
– أو بدون قصد- ضد التنوير في المجتمع، ويعرقلون كل مبادرة تهدف إلى تحسين الحياة
ودفعها إلى الرقى والتقدم، وهذا يجعل مهمة من يقود تيار التنوير الإسلامي صعبة
جدًّا، فعلى سبيل المثال ، عندما عدت في عام 1968م من البعثة إلى أرض الوطن ،
هالني الفرق بين من أقمت معهم ست سنوات، وتعودت على رؤية معالم التقدم والرقى،
وبين ما وقعت عليه عيني في أرض الوطن ، فعقدت العزم على تفعيل القيم
الإسلامية - أو بعضها- في المجتمع حتى
يبدو في صورة مشرفة توحي لمن يراها من غير المسلمين أن الدين الإسلامي يدفع المسلم
بقيمه وتعاليمه إلى تغيير سلبيات المجتمع إلى إيجابيات، وليبدأ كلٌّ في مجاله بوضع
لبنة في صرح الحضارة ، حتى لايُتَّهَم الإسلام بأنه هو سبب تخلف المسلمين عن ركب
الحضارة: فعرضت على شباب القرية أن يوجهوا
جزءًا من نشاطهم لرفع مستوى الحياة في المحيط الذي يعيشون فيه؛ إذ لو أن كل مسلم
أسهم على سبيل التطوع في عمل لخدمة مواطنيه لتغير حالنا إلى الأفضل، واقترحت عليهم
أن نبدأ بمشروعين: النظافة، ومحو الأمية. ففي المجال الأول اتفقنا على كنس
شوارع القرية بأنفسنا، فكان وقع ذلك على سكانها إيجابيًّا، وخاصة عندما رأوا من
يحمل درجة الدكتوراة من إحدى جامعات ألمانيا يمسك المقشة ويقود الفريق في إزالة كل
المخلفات من الشوارع. كانت هذه الصورة كافية لبدء ربات البيوت بكنس الشوارع كلٌّ في
محيط منزلها.
أما المشروع الثاني، وهو محو الأمية، فقد طلبت من ناظر المدرسة
أن يعطينا فصلاً لاستخدامه في المساء لمحو أمية من يرغب في ذلك من شباب القرية،
وأعلنا أن ذلك بالمجان، فخصص ناظر المدرسة فصلاً له باب خارجي يطل على الفناء
الخلفي للمدرسة (وكان به دورات مياه المدرسة)، وأعطاني مفتاحه، فمددت سلكاً
كهربائيًّا من منزلنا، لأنه لم يكن بالمدرسة هذا النوع الذي دخل القرية من فترة
وجيزة، وبدأنا العمل فامتلأ الفصل بالراغبين في محو أميتهم، واستمر فترة،ولكن
!!!!!!!! وآه مما يأتي وراء لكن!!!! فقد أعلن أعضاء الاتحاد الاشتراكي (وكان حزب
الدولة الوحيد) الحرب علينا خوفاً من ضياع شعبيتهم في القرية، واستخدموا كل ما
لديهم من وسائل، مشروعة وغير مشروعة، مستعينين بما لديهم من تأييد مؤسسات الدولة
لهم. وبذلك تحقق لهم –بعد لأيِ من الزمن – ما أرادوا، فتوقف النشاط في كلا
المشروعين، وعاد الوضع كما كان: قمامة في شوارع القرية، وأمية متفشية بين شبابها،
وانتشار كل السوءات الاجتماعية فقضى بذلك على فكرة تدفع صاحبها إلى العمل لنهضة
الأمة.
ألا يعتبر هذا تعويقاً، ومحاربة لمجهود الدعاة، وإحباطاً
للمتخصصين في الدراسات الإسلامية مما يجعلهم عاجزين عن توصيل القيم والمبادئ
الإسلامية التي تُكَوِّن الفرد، ليكون لبنة صالحة في جسد الأمة؟؟؟؟؟
هذا نموذج معبر عن نشاط أصحاب الاتجاهات الفكرية المنحرفة
التي تصيب القائمين على الخطاب الديني، فإذا ظهرت الدعوة الآن إلى تجديد الخطاب
الديني فلا ينبغي أن يطلب ذلك من الأزهر ووزارة الأوقاف فقط، باعتبارهما المعبرين
عن تعاليم الإسلام وقيمه؛ بل لابد من مطالبة مؤسسات أخرى بالقيام بما يجب عليها في
هذا الصدد، وإلا ظل الوضع كما هو: جهود تبذل من المؤسسات الدينية ، يقابلها عناصر
الهدم والتخريب ، ويظل الموقف كما هو: انحلال وانحراف، وعنف يصل إلى مداه بالقتل
والاختطاف، ونشر لفكر هدام لا يعرف سوى التكفير والتخوين، ورفض الآخر باعتباره
خارجاً عن هذا الإطار الذي رسمه من لا يعرف سوى الأفكار الشاذة ، فهو جاهل
بالتعاليم الإسلامية، ومغيب عن الأخوة الإنسانية، ورافضاً دعوى الاعتراف بالآخر،
والعيش في سلام معه، كما يدعو الإسلام إلى ذلك في كثير من آيات القرآن الكريم.
ما الحل للخروج من هذا المأزق؟ ليس الأزهر ووزارة الأوقاف
هما المسئولان فقط عن تجديد الخطاب الديني؛ إذ يجب أن يدخل في المطالبة بتجديد
الخطاب الديني مؤسسات أخرى في الدولة، ألا وهي:
وزارات: التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة،
والشباب والرياضة (والداخلية أيضاً!!!!!)، كذلك يدخل معهم أيضاً: الإعلام بكل
أنواعه، والمجلس الأعلى للجامعات، والمحليات؛ وقد بينت واجب كلِّ منها في كُتَيِّب
نشر تحت عنوان: " مسئولية مَنْ تجديد الخطاب الديني"، طبعته على
حسابي الخاص، ويوزع محاناً.
فإذا كنا جادين في هذه الدعوة "تجديد الخطاب
الديني" فعلى صاحب القرار الأعلى أن يصدر مرسوماً بتشكيل مجلس أعلى
للخطاب الديني، ويكون من مهامه الإشراف على الأفكار التي تُبَثّ من جهات مختلفة،
ويكون تحت رئاسة شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف وكيلاً له، وعضوية كلِّ من: ممثلين عن
الوزات والهيئات المذكورة آنفاً ، ويقوم هذا المجلس بوضع منهج تربوي
يُحَدَّد لكل مؤسسة ما يجب عليها عمله في مجال تخصصها ، وقد بينت جانباً من ذلك في
الكُتَيِّب سالف الذكر ، بحيث يكون قرار هذا المجلس مؤيَّداً بمرسوم علوى حتى يأخذ
طريقه للتنفيذ.
فإذا حدث ذلك فسوف يكون لنشاط من يقوم ببيان القيم
الإسلامية صدى في الأمة، مُحَصَّناً بما تقوم به المؤسسات الأخرى، فلا يضيع هباءً
ـ ولا ينزوي بين الدعوات الهدامة، وذلك هو الأسلوب الأمثل لتجديد الخطاب الديني،
وإلا تحول الأمر إلى دعوى لا أثر لها، وإلى خطب وندوات مما يمكن أن يُطْلَق عليها
المثل القائل: أسمع جعجعة ولا أرى طحناً.
أ. د/ محمد شامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق