بسم الله الرحمن الرحيم
دعوها فإنها منتنة [1]
أ.
د/ محمد شامة
من المسلم به في بحوث علم الأديان أن العصر الذهبي للدين يرتبط بوجود مؤسسه
في الأديان الوضعية ، وبحياة النبي في الأديان السماوية حيث يضبط مسار الفكر ،
فتختفي الاختلافات في الرؤى ، وتنزوي المشاحنات في تفسير النص المقدس؛ لأن النبي -
أو المؤسس للدين – هو المرجع الأول والوحيد لتوجيه المؤمنين به إلى مفهوم النص ،
وهو المرشد لمن يشتط فكره في الاختلاف ، أو يغالى في تصوره للتعاليم الدينية، أو
ينحرف عن المقصود من النص، فيتطرف، أو يتعصب في سلوكه مع نفسه أو مع الآخرين ؛
فعلى سبيل المثال : حدثنا سعيد بن أبى مريم ، أخبرنا محمد بن جعفر ، أخبرنا حميد
بن أبى حميد الطويل أنه سمع أنس بن مالك يقول : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن
عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما
أخبروا ، كأنهم تقالوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ، قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال
أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبداً ! وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر! وقال
آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
: " أنتم الذين قلتم كذا وكذا ! أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكنى
أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس منى" [صحيح
البخاري، باب الترغيب في النكاح]
كذلك كان الوحى ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإجابة على أسئلة المسلمين ، ففي القرآن الكريم آيات عدة تبين ذلك ، منها قوله تعالى: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ. الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [ المائدة: ٤ – ٥]
وقوله: يَسْأَلُونَكَ
عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ
لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا
يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ
تَتَفَكَّرُونَ [
البقرة: ٢١٩]
وغير ذلك من الآيات التي كانت توضح
للمسلمين ما استغلق عليهم فهمه، أو المقصود منه، مما سد عليهم باب الاختلاف في
الرؤى حول تعاليم الإسلام، ذلك الاختلاف الذى حذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، حيث نهاهم عن التحزب و التعصب لقوم دون
قوم ، فقال صلى الله عليه وسلم للأنصار
حين أوشك الصراع القديم بين الأوس والخزرج أن يظهر : " الله الله
أبدعوى الجاهلية و أنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله بالإسلام، وأكرمكم به ، وقطع
به أمر الجاهلية و استنقذكم من الكفر، وألّف به بين قلوبكم ؟ دعوها فإنها منتنة "
لكن لما كانت العقول متفاوتة،
والأفهام مختلفة، ودوافع الخلاف متعددة، فقد بدأ الخلاف بين المسلمين فور انتقال
الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق
الأعلى وقبل أن يوارى جثمانه: اختلفوا بعد وفاته ، وجثمانه بعدُ لم يُوار إلى
فرقتين :
1. فرقة تبنت مبدأ
التنصيص على من يخلفه، فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نص على خلافة علىّ
وولايته في مواضع عديدة ومناسبات كثيرة ، أشهرها يوم الغدير بعد حجة الوداع في
العام العاشر ، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فهذا علىّ مولاه ،
اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ."
وكان من المتبنين لهذه الفكرة: أكابر بنى هاشم وشخصياتهم البارزة كعباس بن
عبد المطلب وعقيل بن أبى طالب وغيرهما، ولفيف من الصحابة كسلمان الفارسي، وأبى ذر
الغفاري، والمقداد بن الأسود الكندي، وأبى أيوب الأنصاري وغيرهم من المهاجرين
والأنصار الذين شايعوا عليًّا، وهؤلاء هم نواة الشيعة.
2. فرقة رأت أن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يعيِّن أحداً
لخلافته وأن عليهم اختيار الخليفة وبعد
نقاش ومداولات في سقيفة بنى ساعدة تمت البيعة لأبى بكر بن أبى قحافة خليفة
للمسلمين.
لم تظهر الشيعة كطائفة إلا بعد مقتل على رضي الله عنه ؛ ذلك أنه كان يزجر كل من دفعه إلى
طلب الخلافة ممن سلبوها منه، فلما اجتمع الناس على بيعة أبى بكر أقبل أبو سفيان
وهو يقول : "والله إني لأرى عجاجة لا يدفعها إلا دمّ ، يا آل عبد مناف فيم أبوبكر من أموركم ؟ أين المستضعفان الأذلان: علىّ وعباس؟
وقال: أبا الحسن أبسط يديك حتى أبايعك، فأبى علىّ رضي الله عنه فجعل أبو سفيان يتمثل بشعر
المتلمّس:
ولن يقيم على
خسف يراد به
* إلا الأذلان غير العير والوتد
هذا على الخسف معكوس برمّته *
وذا يشجّ فلا يبكي له أحد
أبى علىّ ؛ لأنه رأى أن المطالبة بالحق في الخلافة في هذه الظروف العصيبة
مفسدة أعظم من فوات الولاية ، فتنازل عن الأمر ، فسد دونه ثوباً ، وطوى عنه كشحاً
، ويصف هذه الحال في بعض خطبه ، حيث يقول : " ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج
هذا الأمر من بعده صلى الله عليه وسلم عن
أهل بيته ، ولا أنهم منحوه عني من بعده ،
فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه ، فأمسكت يدى حتى رأيت راجعة الناس
قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه وسلم ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أرى فيه ثلماً
أو هدماً تكون المصيبة به علىَّ أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيَّام قلائل
، يزول منها ما كان ، كما يزول السراب ،
أو كما ينقشع السحاب ، فنهضت في تلك الأحداث حتى زال الباطل واطمأن الدين....
." [الطبري جـــ 2 صـــ 446]
انقسم المسلمون بعد ولاية يزيد بن
معاوية الخلافة ومقتل الحسين بن علىّ إلى طائفتين: شيعة، وما يقابلها مما أُطْلِق
عليها: أهل السنة والجماعة ، وكانت الحرب الكلامية -وأحياناً العنف المسلح –
سجالًا بينهما ؛ كلٌّ يؤيد اتجاهه بمرويات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبآيات من القرآن الكريم ، وتفرعت كل طائفة
منهما إلى مدارس فكرية ، ومذاهب فقهية واتجاهات متعددة في طرق استنباط الأحكام من
النصوص المقدسة ، بعضها كان مغالياً ومتطرفاً في اتجاهه الفكري، والبعض الآخر ظل
في الإطار الإسلامي، مؤمناً بأساسيات العقيدة ، ومحافظاً على مبادئ الإسلام وقيمه
، ومؤدياً فرائضه المتفق عليها ، معتقداً بدعائم الإسلام الأساسية ، وهى : الإيمان
بوحدانية الله ، ومسلماً بنصوص القرآن الكريم، وبالسنة العملية، وبالحديث المتواتر
، فهذا هو الإطار العام الذى يجمع الطوائف والمذاهب الإسلامية كلها تحت سقف واحد ،
هو : الإيمان بنص القرآن الكريم ، والسنة العملية ، والحديث المتواتر ، وإن
اختلفوا في التفسير واستنباط الأحكام منها.
وعليه، فقد اجتهد العلماء في شرح وتحليل نصوص القرآن الكريم، واستنباط ما
فيها من أحكام، كما بذلوا جهوداً لم يسبق لها مثيل في فحص ما قاله الرواة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فنشأت بذلك فروع عديدة في العلوم الإسلامية: علوم القرآن
وتفسيره ، علوم الحديث ( علم الرواية والدراية ، وعلم الجرح والتعديل ) ، علم
الكلام ، علم الفقه وأصوله ...... وغير ذلك من العلوم الإسلامية التي تمحورت حول
القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
ولما كانت العقول متفاوتة في فهم النص وتحليله، جاءت آراء العلماء مختلفة،
وتعددت الأحكام المستنبطة من النص الواحد، إذ يدلى الواحد منهم برأيه مستنداً إلى
روايات صحت عنده، ولم تصح عند الآخرين، ومعتمداً على جانب من جوانب قواعد اللغة
العربية المتعددة في المسألة الواحدة، فتكونت من ذلك مدارس عدة في جميع فروع
العلوم الإسلامية:
ففي التفسير ظهرت اتجاهات متعددة حول الاعتماد في التفسير على اللغة، أو
الأحاديث، وثالثة تميل إلى تفسير القرآن بالقرآن ... وغير ذلك من المدارس التي
ظهرت في المجتمع الإسلامي حول تفسير القرآن الكريم، طبقاً لروح الفكر السائد...حتى
ظهر في العصر الحديث ما يُعْرَف بالتفسير العلمي للقرآن الكريم، والمقصود بالعلم
هنا: "العلم التجريبي"، واشتهر فرع من هذا الاتجاه تحت مسمى: "
الإعجاز العلمي للقرآن الكريم"،
وفى الفقه ظهرت مدارس كثيرة، اشتهر منها عند أهل السنة أربعة: المالكية،
والحنفية، والشافعية، والحنابلة، كما اشتهرت مدارس أخرى في مناطق متعددة من العالم
الإسلامي كـ: الظاهرية، والجعفرية، والإباضية، والزيدية .... وغيرها من المدارس
التي اندثرت لعدم وجود تلاميذ يحافظون على نشر آراء أساتذتهم، رغم أن بعضهم كان
أفقه وأعلم في استنباط الأحكام من كثير ممن اشتهرت آراؤهم وتكونت مدارس عرفت
بأسمائهم. ولم يلتزم أتباع هذه المدارس برأي واحد في جميع المسائل الفقهية، فكثيراً
ما تباينت آراء الفقهاء في المدرسة الواحدة في بعض المسائل، فتعددت الآراء داخل كل
مدرسة.
وفي علم الكلام الذي يبحث في المسائل العقدية كان الخلاف شديداً في كثير من
مسائلها، ومن أشهرها: خلق القرآن، وصفات الله، وهكذا في كل فرع من فروع العلوم
الإسلامية، لا نجد إجماعاً – في معظم المسائل – فيما يستنبطه العلماء من أحكام
المصدرين الرئيسيين في الإسلام، وهما: القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ إذ
لم يتفقوا جميعاً إلا على:
أ.
نصوص القرآن الكريم، وليس تفسيرها،
بــ. السنة العملية،
كـ: هيئة الصلاة، والصيام، والحج،
جــ. الأحاديث
المتواترة.
ومن هنا جاء تحديد الإسلام بأنه: نص القرآن والسنة العملية والأحاديث
المتواترة. والفكر الإسلامي، هو ما كتبه المسلمون حول هذه النصوص. وعليه فمن أنكر
نصاً من نصوص القرآن الكريم – ولو حرفاً واحداً -، أو رفض عنصراً من السنة العملية،
أو جحد حديثاً متواتراً فليس مسلماً، وماعدا ذلك فيجوز للمسلم:
·
أن يرجح رأياً على آخر،
·
أو يرفض حديثاً غير متواتر لعدم ثبوت الأدلة على
صحته عنده،
·
أو يستنبط حكماً مخالفاً لما عليه المسلمون من اجتهادات سابقة، مادام الرأي
الجديد مستنداً على أدلة صحيحة، ولا يناقض القرآن الكريم بشكل لا خلاف عليه.
تتفاوت الأفكار الدينية، وتتباين صور النصوص المقدسة عند المؤمنين بدين
واحد، وهو ضرورة اقتضها اختلاف الطبقات الثقافية في المجتمع، وأملتها ظروف سياسية
واجتماعية ومدنية، فليس ظهور الطوائف قاصراً على المجتمع الإسلامي، بل هي ظاهرة
عامة في جميع الأديان، سواء كانت أرضية كالهندوسية، أو سماوية كاليهودية
والمسيحية؛ فقد ظهرت في الهندوسية طوائف ومذاهب عدة تجاوزت الحد المألوف في
المجتمعات الدينية الأخرى، ويرجع ذلك إلى أسباب، منها:
1.
تفاوت السكان في اللغة، ودرجة
الحضارة والثقافة تفاوتاً لا نظير له في المجتمعات الدينية الأخرى.
2.
أحدث هذا التفاوت أثره المشاهد في الهندوسية،
فهي لا تنسب لفرد معين، أسسها ووضع قواعدها الأساسية، ثم جاء خلفاؤه، ففسروها
واختلفوا في تفسيرها. لو كان الأمر كذلك، لاقتصر الاختلاف على تباين وجهات النظر
في التفسير، ولبقي في الدائرة المعروفة للأديان حيث يجمع معتنقوها على الأصول،
ويختلفون في الفروع، ولكن الاختلاف لدى الهندوسيين امتد إلى الأصول أيضاَ......[2]
ولما كانت الأديان السماوية ترتكز على نصوص
مقدسة لم يظهر فيها تعدد الطوائف بالشكل الذي حدث في الهندوسية، بل الانقسام بينها
مرتكزاً على نصوص معترف بها بين الجميع، وجاء الاختلاف في فهمها وتفسيرها. فمن
الطوائف التي اشتهرت عند اليهود: الكتبة، والفريسيون، والصدوقين ... و . . و ...
إلخ. ومن الطوائف التي ظهرت في المسيحية: الكاثوليكية، والأرثوذكسية،
والبروتستانتية، مع تفريعات كنسية من كل طائفة. أما في المجتمع الإسلامي فقد ظهرت
فيه طائفتان: الشيعة وما أطلق عليها: أهل السنة والجماعة، وتفرعت من كل طائفة
مذاهب واتجاهات فكرية متنوعة ومختلفة في تفسيراتها للنصوص المقدسة، ومتنوعة في
استنتاجاتها للأحكام الشرعية وغيرها من مسائل العقيدة والعبادات، منها ما كان
مغالياً متطرفاً، وما كان معتدلاً. والقاعدة التي تؤهل أي طائفة لاندراجها تحت
مظلة الإسلام، ما بيناه سابقاً من أن الإسلام هو: الإيمان بالله وبرسوله، وبنص
القرآن والسنة العملية والحديث المتواتر[3]،
فمن اشتملت أسسه الفكرية على هذه النقاط فهو من أمة الإسلام الذى عبر عنها القرآن
الكريم في قوله تعالى: إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً
وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [ الأنبياء: ٩٢]، وماعدا هذا فاختلاف في الفروع لا يخرج أحداً عن الإسلام.
ولهذا يجب على المسلمين أن يتكاتفوا – على الرغم من الاختلاف في توجهاتهم
الفكرية في فهم نصوص القرآن الكريم – ويتحدوا تحت مظلة الإسلام في مواجهة التيارات
المعادية التي تستهدف المسلمين للاستيلاء على ديارهم ونهب ثرواتهم، و لْيَقْرَؤوا
التاريخ من يوم أن حاول اليهود الوقيعة بين الأوس والخزرج ليشقوا الجبهة الإسلامية،
لولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسرع إليهم وصاح فيهم : " .....أبدعوى
الجاهلية وأنا بين أظهركم ، دعوها فإنها منتنة "
واجه المسلمون منذ بدء الدعوة المعركة مع الآخر في مجالين: سياسي، وفكري،
وقد خسروا جولات في كليهما؛ ففي المجال السياسي ضاعت الأندلس، ودول البلقان،
والقرم، كما فقدوا السيطرة في العصر الحديث على كثير من البلاد؛ إذ يبدو أن ما
ذكره "باول شمتز" في كتابه: " الإسلام قوة الغد العالمية؟ "
من عناصر أربعة، لو استغلها المسلمون لأصبحوا قوة عالمية لا تضارعها قوة أخرى[4]،
قد نبه المستعمرين إلى إضعاف هذه العناصر حتى تظل الدول الإسلامية تحت سيطرتهم،
فالعنصر الجغرافي الذي بَيَّن فيه أن المسلمين يسيطرون على طرق التجارة
العالمية، قد فقد فاعليته؛ وذلك بإقامة قواعد عسكرية أجنبية في بعض المناطق
الإسلامية، والتدخل العسكري بحجة محاربة الإرهاب في النزاعات الإقليمية، وذرع
إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط الإسلامي.
وعنصر المواد الخام في الأرض الإسلامية، حيث يمكن للمسلمين استخدامها في
النزاع مع الغرب، فقد فاعليته، لأن القوى الغربية أحكمت سيطرتها على مناطق
استخراجها، فأصبحت في يده يحركها كيف يشاء، ويتدخل في أسعارها كما يريد، كما يحتفظ
بالكثير من مواردها في بنوكه.[5]
أما العنصر الثالث الذى ذكره " باول شمتز " فهو الزيادة المضطردة
في عدد السكان في العالم الإسلامي فقد حاول المستعمر الحد منها عن طريق الدعوة إلى
تحديد النسل، لكنه لم يصل إلى مبتغاه، لأن أدواته ليست في يده. يقول " باول
شمتز ": " لا يمكن أن يغيب عن المرء - إذا قارنا أسباب القوة بين الشرق
والغرب في الوقت الحاضر – أنه سيتضاعف عدد السكان في العالم الإسلامي في مدى عشر سنوات
قليلة من السنين ، ولا ينبغي أن ينسى أن الداعين إلى الأخذ بأسباب نمو القوة
البشرية - عن طريق تشجيع النسل ومحاربة الدعوة الداعية إلى تحديده – يزيدون يوماً
بعد يوم ، وأن تفوق أوربا في التكنولوجيا على الشرق ينقص عاماً بعد عام ، لأن
الشعوب الإسلامية اتجهت إلى تطوير نفسها ، وبناء حضارتها الحديثة بالوسائل الهندسية
الأوربية ، وتكرس جهودها اليوم لزيادة إنتاجها ، يساعدها في ذلك وجود المواد الخام
بكثرة في بلادها ، فلو رتب المرء ما يملك الشرق من أسباب القوة ، لبدا له أن
الخصوبة البشرية التي تسبب النمو السريع في عدد السكان تأخذ مكاناً لا يستطيع
المرء إغفاله بسهولة ، فكثرة السكان لها آثارها البعيدة ؛ لأنها ، وإن كانت لا ترى
أبعادها بالعين المجردة في الوقت الحاضر ، ستحدد بطريقة حاسمة المستقبل السياسي
للعالم الإسلامي، وستكون من أهم العوامل التي يرتكز عليها أمنه وسلامته ." [6]
ركز "باول شمتز " بشكل
خاص على العنصر الرابع ، ألا وهو الوحدة الإسلامية في وجه القوى الغربية ، داعياً
أوربا إلى الوحدة والتماسك [7]
حتى يستطيعوا مواجهة هذه القوة النامية في العالم الإسلامي خاتماً كتابه بقوله :
" إن انتفاضة العالم الإسلامي صوت نذير لأوروبا ، وهتاف يجوب آفاقها ، يدعو
إلى التجمع والتساند الأوربي لمواجهة هذا العملاق الذى بدأ يصحو وينفض النوم عن
عينيه ، فهل يسمعه أحد ؟ ألا من مجيب !!!!!!
يركز الغرب جهوده لإبطال مفعول العنصر الرابع من عناصر القوة في العالم
الإسلامي الذي ذكره " باول شمتز "، وهو الوحدة الدينية بين الشعوب
الإسلامية، متخذاً في ذلك أساليب عدة، منها مساعدة الاتجاهات الفكرية التي تعمل
على شق وحدة الأمة، كما فعل ذلك في الهند مع القاديانية في القرن التاسع عشر،
ويمارس ذلك الآن مع العديد من التيارات الفكرية التي ترفع شعار الإسلام، منفذة
بذلك المخطط الذي رسمه القادة في العالم الغربي في نهاية القرن العشرين، الذي
عُرِفَ بالفوضى الخلاقة.
ونظرة عابرة
على الساحة تظهر لنا أن كثيراً من المسلمين يساندون الغرب في إشاعة هذه الفوضى
لتتمزق الأقطار الإسلامية فتتحول إلى كنتونات صغيرة يسهل على الغرب التحكم فيها وتوجيهها
الوجهة التي يريدها ، فالمسلمون يحارب بعضهم بعضاً ويقتل بعضهم بعضاً بالنيابة عن
الغرب ، وهو ما يعرف بـــ " الحرب بالوكالة " ، غافلين أو متغافلين عن
خطورة ما يقومون به من تفتيت العالم الإسلامي إلى معسكرات يتبادلون الاتهامات
التكفيرية ، وكلٌّ يدعى أنه على الحق وغيره على الخطأ ، ولذا يجب محوه انتصارً
للإسلام كما يدَّعون ، ورغبة في إقامة مجتمع إسلامي يطبق الإسلام طبقاً لفهمهم هم
، ولم يدركوا أنهم بسلوكهم هذا وعنفهم المسلح يثبتون أنهم لا يعرفون تعاليم
الإسلام ولا يفقهون أحكامه ، فهم بعنفهم المسلح مع إخوانهم في الإسلام يرتكبون
جرائم كبرى ، كما يبين الله ذلك في القرآن الكريم ، حيث يقول الله تعالى : وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا
فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [ النساء:
٩٣] ، يبين الله لنا في هذه الآية
أن من يقتل مؤمناً متعمداً ، يقع عليه خمس
عقوبات :
1. يُقْذَف به في جهنم. 2. يُخَلَّد فيها. 3. يغضب الله
عليه. 4. ويلعنه. 5. ويعد له عذاباً عظيماً.
كذلك من يقتل نفساً، سواء كانت مسلمة أو غير
مسلمة -حتى ولو كانت ملحدة - فهو يرتكب إثماً كبيراً، عبر عنه القرآن بأنه اعتداء
على المجتمع بأسره ، يقول تعالى: (مِنْ
أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا
بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ
جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ
جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ
ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) [ المائدة: ٣٢
]
فما يحدث في المجتمعات الإسلامية اليوم من
قتل، وتشريد، وهدم، وتخريب، ليس من الإسلام على الإطلاق، تحركه أيدي أجنبية لتفتيت
العالم الإسلامي، كي يسهل هضمه والاستيلاء على ثرواته، ومن لم يدرك هذا من
المسلمين فهو غافل أو متغافل، وجاهل أو متجاهل لا يدرك حقيقة ما يدبر للمسلمين في
العواصم الغربية، ويحاك لهم في مؤسساتهم. فعلى المسلمين أن يتكاتفوا ويتآزروا في
مواجهة ما يراد بهم من مخططات التفتيت والتمزق، وضرب بعضهم بعضاً وليتذكروا قول
الله تعالى: (وَأَطِيعُوا
اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ
وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: ٤٦]
لم يبق للمسلمين من عناصر القوة سوى الرباط الديني الذى يربطهم جميعاً تحت
لواء واحد ، وهو لواء الإسلام ، وهو قوة
تحفظ كيانهم ، وهو الحائط الذى يصد أعداء الإسلام عنهم ، فإن تهاوى ، انهار بناؤهم
، وتلاشى وجودهم، وذلك ما يركز عليه أعداء الإسلام اليوم ؛ إذ طفقوا يدفعون بعض
شباب المسلمين إلى تكوين جماعات متطرفة في اتجاهاتها الفكرية ، ومسلحة ترفع السلاح
في وجه الأنظمة السياسية ، كي تنهار وتتفتت الأقطار الإسلامية، وأمدوهم بالمال
والسلاح - ولازالوا يمدونهم - وزرعوا الفتن الطائفية والنزاعات العرقية في
المجتمعات الإسلامية ، كي تتطاحن وتتقاتل حتى تنهك قواها ، وتتقطع الأوصال بين
شعوبها ، فيسهل هضمها واحدة تلو الأخرى .
غفل المسلمون عن هذا المخطط، وإن ذكروه في بعض المقالات الصحفية، فلا
يتجاوزون قراءتها، وإلا فليفسر لي أحد نغمة تكفير الشيعة[8]،
والدعوة إلى مجابهتهم وتفجير بعض مساجدهم، حيث رد عليهم الفريق الآخر بتفجير بعض
مساجد السنة، ناسين أو متناسين قول الله تعالى: (إِنَّ
هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [
الأنبياء: ٩٢]
ما هذا الهراء الذي انتشر بين
المسلمين !!! أليس منكم رجل رشيد !!! ما هذه الدعوة القاتلة لنا جميعاً إنها دعوة
جاهلية، ألا يقم منكم من ينادى المتحاربين، صائحاً فيهم: " أبدعوى الجاهلية
والقرآن الكريم بين أيديكم، دعوها فإنها منتنة "
إن الوضع القائم والمسلمون يتحاربون ، يضرب بعضهم رقاب بعض ، يحتم على
المؤسسات الدينية ، وعلى رأسها الأزهر الشريف ، أن تدعو جميع الفرق الإسلامية إلى
مؤتمر تحت عنوان : " التصالح والتقارب بين المسلمين ، إننا إخوة"[9]
، ويدعى إليه كل جماعة يؤمن أفرادها بالله ربًّا ، وبمحمد رسولًا ، وبالقرآن
الكريم مرجعاً ، وبالسنة العملية تطبيقاً ، وبالحديث المتواتر تصديقاً للرسول صلى
الله عليه وسلم ، لأنهم بهذا يندرجون تحت
لواء الإسلام ؛ فهم مسلمون موحدون ، تظلهم تعاليم الإسلام التي ذكرناها ، وماعدا
هذا من اختلافات في التفسير والاستنتاج من النصوص المعترف بها فهي آراء بشرية ،
تحتمل الصواب والخطأ ، فيقبل كل صاحب رأى معنا في جماعة المسلمين ، مادام لم ينكر
نصًّا مقدساً ، ولم يخالف معنى قطعي الدلالة منه في تبنى مخالفة ما عليه جمهور
العلماء ، ومادام لم يحمل سلاحاً لفرض آرائه .
يا شيخ الأزهر! أدع لهذا المؤتمر متحرراً من
القيود السياسية، كي تنقذ من الهلاك ما تبقى من جماعة المسلمين، فالله يقول لنا في
كتابه العزيز:
وَإِن
طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن
بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ
تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا
بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [ الحجرات: ٩ - ١٠ ]
فالصلح بين المسلمين واجب الآن بيننا وبين الشيعة، وكذلك بيننا وبين كل
فرقة إسلامية تسلم بالأركان التي ذكرتها، وإلا فعلى المسلمين جميعاً السلام، فسوف
يلتهمهم الأعداء واحداً تلو الآخر، ويومئذ لن ينفع الندم، ولن يفيدنا وقتئذ ترديد
القول المأثور: " أكلت يوم أن أكل الثور الأبيض "
ألا هل بلغت اللهم
فاشهد.
أ.د/ محمد شامة
[5] ) يقول بعض المهتمين بشئون
الشرق الإسلامي: " تشير سيطرة شركات البترول الكبرى وتسلطها في العالم
الإسلامي على أن الاستقلال السياسي لهذه المنطقة لن يكون سوى واجهة خادعة. وتدل
الحقائق على أن منطقة الشرق الإسلامي لن تخرج خروجاً كليًّا من دائرة الوصاية
الأوربية، وأن ما يبدو في المنطقة من ظواهر يعتقد البعض أنها مقدمات لقوة نامية،
ليس إلا احتمالات لم تخرج إلى الواقع بعد، ويحتمل عدم وجودها، ويستدلون على ذلك
بأن استعمار الدولار يحل -بسرعة متزايدة – محل استعمار الأراضي، وأن الرقابة
الاقتصادية استبدلت بالرقابة السياسة، وبذلك رسخت سيادة الغرب على الشرق، وإن
تغيرت صورتها، ولم تضعف، ولم تهن، وسوف تمتد زمناً طويلاً.
[7] ) كان من نتيجة هذه التحذير
من قوة العالم الإسلام النامية قيام الوحدة الأوربية، إذ قال لهم: " لن
يستطيع هذا الخوف أن يعيد الحياة إلى الوحدة الأوربية، إلا إذا أصبح مدلول كلمة
أوروبا وحدة جغرافية .....سوف تظهر هذه القوة التي تكمن في تماسك الإسلام ووحدته العسكرية
، وستثبت هذه القوة وجودها ، إذا ما أدرك المسلمون كيفية استخراجها والاستفادة=
=منها ، وستقلب موازن القوى لأنها قائمة على أسس لا تتوافر في غيرها من تيارات
القوى العالمية . أدرك المفكر الإنجليزي " هيلير بيلوك Hilere
Belloc " مدى فاعلية هذه القوة
-معارضاً بذلك كثيراً من الأحكام السطحية عليها – حين كتب: " لا يساورني أدنى
شك في أن الحضارة التي ترتبط أجزاؤها برباط متين، وتتماسك أطرافها تماسكاً قويًّا،
وتحمل في طياتها عقيدة مثل الإسلام، لا ينتظرها مستقبل باهر فحسب، بل ستكون
خطراً على أعدائه." [صــ 332 –
333]
[8] ) ليس التشيع كله كفراً!
فالتشيع بدأ بموالاة الإمام علىّ، والإقرار بأحقيته في الخلافة، وهم يختلفون بعد
ذلك؛ فمنهم من يرى أن أحقية الإمام علىّ نزل بها جبريل، فهي حق إلهي كالنبوة،
يختار الله من عباده كما يختار الأنبياء، ويعصمهم من الخطأ، وهذا هو اعتقاد الشيعة
الإمامية الجعفرية. ومن الشيعة من يرى أنها ليست حقًّا إلهيًّا فلا يعين الأئمة
بوحى من الله، بل يتعينون بالصفات ، فكل مجاهد ومجتهد من ذرية فاطمة بنت محمد e تنعقد له الإمامة
، وإن تولاها من دونه صحت إمامته مع الكراهة ، وهؤلاء هم الزيدية ، فهم يرون صحة
خلافة أبى بكر وعمر للمصلحة ، مع أن عليًّا أفضل عندهم .فأصل التشيع ليس هو تحريف
القرآن الكريم وتكفير الصحابة ، حتى إنه يلزم البراءة منهم وتكفيرهم ، أو الدعوة
إلى عدم التقارب معهم فهذه دعوة عنصرية ، يجب القضاء عليها كي يتلاقى المسلمون على
محبة الله ورسوله ، ويستظلون بكتاب الله والسنة الصحيحة ويلتزمون بضوابط وأحكام تمكن كل الطوائف
الإسلامية من التقارب والتآلف حتى يستطيعوا مواجهة أعداء الإسلام .
[9] ) وذلك على غرار ما قامت به دار التقريب بين المذاهب الإسلامية
التي تأسست في القاهرة عام (1368 هـ / 1947م) على يد نخبة من
العلماء المسلمين وضم عند تأسيسه 20 عضوا من كبار العلماء من مختلف المذاهب. ورأس
الجمعية في أول تأسيسها أحد كبار المصلحين في مصر آنذاك، هو محمد علي علوبة باشا
الذي كان وزيراً في عدة حكومات (للأوقاف والمعارف) وعينته مصر أول سفير لها في
باكستان. وكان من بين الأعضاء الشيخ عبد المجيد سليم
رئيس هيئة الفتوى بالأزهر ، (صار شيخا للأزهر فيما بعد) والشيخ أحمد حسين مفتي
وزارة الأوقاف ، والشيخ محمود شلتوت الذي كان عضواً بهيئة كبار
العلماء (صار بدوره شيخا للأزهر) والشيخ محمد عبد اللطيف دراز
وكيل الأزهر ، والشيخ عيسى منون عضو هيئة
كبار العلماء ورئيس الجمعيات الشرعية، والشيخ حسن البنا رئيس الإخوان المسلمين،
والشيخ عبد الوهاب خلاف
والشيخ علي الخفيف ،
وهما من كبار أساتذة الفقه والتشريع بالجامعة، والشيخ محمّد المدني
الأستاذ بالأزهر (أصبح وكيلا للأزهر فيما بعد) . والى جانب هؤلاء كان من بين
الأعضاء الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين ، والشيخ محمد تقي القمي
ممثلا للشيعة الإمامية والشيخ محمد حسين آل كاشف
الغطاء والسيد عبد الحسين شرف الدين ، وعلي
بن إسماعيل المؤيد ممثلا للمذهب الزيدي في اليمن ، والقاضي
محمّد بن عبد الله العمري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق